الإنسان هو الأرشيف وليس المادّة الّتي يصنعها | حوار «مشروع مجازز»

مؤمن سويطات، «مشروع مجازز».

 

* «مجازز» محاولة لإضافة الموسيقى الفلسطينيّة إلى الموسيقى العالميّة. 

* الأرشيف هو الإنسان الّذي يصنع المادّة وليس المادّة نفسها.

* إحياء الأرشيف يجب أن يهدف لإعادة استعمال الموادّ لا الإغلاق عليها. 

* الأرشيف هو كلّ لحظة نعيشها حاليًّا. 

 

في عام 2020، بدأت رحلة «مشروع مجازز»، عندما وجد مؤسِّس المشروع، مؤمن سويطات، نفسه محاطًا بأكثر من 500 كاسيت من من الانتفاضة الأولى، خلال فترة الحجر الصحّيّ في مدينة جنين. قرّر سويطات، المخرج والباحث الفلسطينيّ في مجال الموسيقى والفنون الموسيقيّة العالميّة والفلسطينيّة بشكل خاصّ، أن يشتري الكاسيتات جميعها، وأن يبدأ مشروعًا لأرشفة الذاكرة الصوتيّة الفلسطينيّة، وذاكرة ’الانتفاضة الأولى‘ بشكل خاصّ، من خلال البدء بإعادة إصدار الكاسيتات رقميًّا وجعلها متاحة في متاجر الأسطوانات العالميّة الّتي تختصّ بالموسيقى القديمة، مطلقًا على مشروعه اسم «مجازز».

من بين العديد من الأغاني والتسجيلات الصوتيّة الّتي يعمل «مشروع مجازز» على إعادة إصدارها، تبرز تسجيلات «فرقة الفجر الفلسطينيّة»، الّتي أسّسها كلّ من بشّار إسماعيل شمّوط، سيما كنعان، نزار عليّان، وجميل سراج، عام 1987، وكانت من الفرق الفلسطينيّة الّتي نشطت في الكويت، وعَمِلَتْ على إعادة إنتاج وغناء الأغاني الثوريّة الّتي رافقت انطلاقة الثورة الفلسطينيّة في ستّينيّات وسبعينيّات القرن الماضي.

في هذا الحوار الّذي تجريه فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة مع كلّ من مؤمن سويطات وبشّار شمّوط من «فرقة الفجر الفلسطينيّة» ومؤلّف كتاب «الإرث الفلسطينيّ المرئيّ والمسموع، نشأته وتشتّته والحفاظ الرقميّ عليه» الصادر عن «مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة»، نتحدّث معهما عن معنى الأرشيف الصوتيّ والذاكرة الصوتيّة الفلسطينيّة، و«مشروع مجازز» وآليّات الأرشفة والتحدّيات التقنيّة أمام عمليّة إعادة الإصدار، وتناثر الأرشيف الصوتيّ الفلسطينيّ ودور المؤسّسة الرسميّة وغير الرسميّة في العمل على تأسيس أرشيف فلسطينيّ صوتيّ موحّد.

 

فُسْحَة: يشكّل «مشروع مجازز» محاولة للإضافة أو خلق أرشيف صوتيّ فلسطينيّ يتخصّص في أرشيف "الانتفاضة الأولى"، لكن قبل الحديث عن المشروع، أودّ أن أطرح سؤال الأرشيف عمومًا، ما الّذي نعنيه بالأرشيف الصوتيّ الفلسطينيّ، أو بالذاكرة الصوتيّة الفلسطينيّة؟ وفي أيّ سياق تحدث الاستعادة؟ ما الّذي يجعل من مادّة صوتيّة معيّنة أرشيفًا؟

مؤمن: الفكرة من وراء «مشروع مجازز» أن نعيد بعث الأرشيف الصوتيّ الفلسطينيّ على مستوى الصناعة، وإضافته إلى الموسيقى العالميّة. ظهرت فكرة إعادة الإصدار منذ ثمانينات القرن الماضي، وعندما تدخل اليوم إلى أيّ متجر موسيقيّ ستجد قسمًا خاصًّا بالموسيقى القديمة المعاد إصدارها. الفكرة من «مشروع مجازز»  أن نحيي هذه الموسيقى، وأن نجعلها متاحة في أيّ مكان في العالم فيه اهتمام بالموسيقى. الفكرة تتعلّق بالصوت أكثر منه بالبعد السياسيّ، وبجعل الموسيقى الفلسطينيّة متوفّرة في المتاجر العالميّة المهتمّة بإعادة إصدار الموسيقى القديمة. من هنا جاءت فكرة “مشروع مجازز» ، منذ كنت أعمل مع «Record Label» ، في لندن لمدّة ثلاث سنوات، وكان ثمّة تركيز لديهم على إعادة نشر موسيقى الثمانينات وما قبلها؛ ففكّرت لماذا لا أعمل على الموسيقى الفلسطينيّة في السياق ذاته. آنذاك سافرت إلى فلسطين، وقضيت ثمانية أشهر خلال إغلاقات كورونا في جنين، ورحت أبحث عن موسيقى السبعينات والثمانينات والتسعينات، وعندما عدت إلى لندن بدأت بإعادة إصدار الموسيقى لتُباع على الإنترنت، وهي عمليّة تقنيّة مرهقة يتخلّلها الكثير من مراحل الإنتاج؛ أي أنّ إعادة إصدار أسطوانة موسيقيّة واحدة يتطلّب نحو 9 أشهر.

أمّا بالنسبة إلى الصوت فالموسيقى الفلسطينيّة تختلف عن المصريّة والعراقيّة؛ بسبب الاستعمار الصهيونيّ الّذي أجبرنا على اللجوء إلى ألوان موسيقيّة محدّدة، وأنواع معيّنة من الكتابة أيضًا. لكن إن عدت إلى الموسيقى الفلسطينيّة قبل النكبة، فستجد أنّ القدس كان فيها أوركسترا موسيقيّة، ولكن بعد النكبة، أصبح الصوت الفلسطينيّ يركّز على الشعر والقصائد الّتي حُوّلت وأعيدت صياغتها موسيقيًّا، ومعظم الشعر الفلسطينيّ مبنيّ على الشعر الثوريّ أو الشعر الإنسانيّ.

 

مؤمن سويطات، «مشروع مجازز».

 

فُسْحَة: كيف يمكن قراءة «مشروع مجازز» في سياق الحدث عن أرشيف موسيقيّ فلسطينيّ، مع الأخذ بالاعتبار علاقة هذا الفعل الّذي يحدث في الحاضر بما يستعيده من الماضي؟ تحدّث مؤمن سويطات عن التركيز على الصوت بعيدًا عن البعد السياسيّ، لكن من الصعب بمكان أن يحدث أيّ فعل أرشيفيّ بعيدًا عن جانبه السياسيّ...

بشّار: أتّفق مع ما قاله مؤمن عن الموسيقى الفلسطينيّة قبل النكبة في عام 1948؛ فالموسيقى الفلسطينيّة قبل عام 1948 تميّزت بحراك موسيقيّ قويّ، إلى درجة أنّ الإذاعة الصوتيّة الثانية في العالم العربيّ كانت في القدس بعد الإذاعة الأولى في القاهرة، وكانت الثالثة في جنين وانتقلت إلى يافا، وعندما نتحدّث عن هذه الإذاعات الّتي ظهرت في ثلاثينات القرن الماضي، نعرف أنّه كان ثمّة حراك موسيقيّ وصوتيّ كثيف في البلاد، وكان هناك انتشار للأسطوانات والغراموفونات. 

بعد النكبة في عام 1948، كان ثمّة عاصفة ثقافيّة عصفت بالشعب الفلسطينيّ، وكان الإرث الصوتيّ الفلسطينيّ مهدّدًا بالضياع، وحدث التحوّل في الصوت الفلسطينيّ بعد مجيء «منظّمة التحرير الفلسطينيّة» في الستّينات، وإعادة إحياء الموسيقى بوصفها من عوامل توحيد الشعب والصفوف الفلسطينيّة خلف المنظّمة، وظهرت الأغاني الثوريّة الّتي نعرفها جميعًا مثل «طلّ سلاحي من جراحي»، وغيرها من الأغاني ذات الطابع الثوريّ، الّتي صدر منها نحو 150 أغنية في سبعينات القرن الماضي.

لكن، في الثمانينات، وبعد الاجتياح الإسرائيليّ للبنان، والقضاء على البنية التحتيّة للمنظّمة، كاد هذا الإنتاج يتلاشى مرّة أخرى، فظهرت فرق موسيقيّة مثل «فرقة الفجر»، وحاولوا بصورة عفويّة وغير منظّمة ملء هذا الفراغ، وغنّى العديد من الفرق آنذاك الأغاني الثوريّة الّتي ظهرت قبل ذلك الوقت بعقد من الزمان. في "فرقة الفجر" مثلًا، العديد من الأغاني الّتي أدّيناها كانت أُنتجت في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وقد حاولنا إعادة غنائها بأسلوب آخر، بعيدًا عن النمط الثوريّ الموسيقيّ؛ فمثلًا، في الكثير من الأغاني الثوريّة غلب طابع الغناء الجماعيّ وليس الفرديّ، على عكس ما فعلنا، والأمر الآخر كان طغيان صوت الرجال على النساء، وهو الأمر الّذي فعلناه بالعكس؛ إذ كانت سيما كنعان هي مغنّية الفرقة الرئيسيّة.

لكن في التسعينات، كان ثمّة وضع سياسيّ جديد؛ فقد جاءت "اتّفاقيّة أوسلو"، وعمليّة السلام الّتي فشلت بطريقة أو بأخرى، وأصبح ثمّة نوع من التغييب للأغاني الثوريّة، حتّى وصل إلى درجة منع بثّ الأغاني الّتي يمكن أن توصف بالأغاني التحريضيّة، مثل أغنية فيروز "سيف فليُشهر"، الّتي مُنعت من البثّ في «إذاعة صوت فلسطين» لوقت طويل.

لا يعرف الجيل الجديد الكثير من هذه الأغاني الثوريّة، وهنا تأتي أهمّيّة «مشروع مجازز» لإعادة إحيائها وبعثها. إذا أردنا أن نقارن أنفسنا مع العالم، فكلّ شعب ومجتمع، أو دولة، تحتفظ بإرثها الموسيقيّ والثقافيّ، لكن في فلسطين نفتقر إلى البنى المؤسّساتيّة الّتي من المفترض أن تتولّى هذه المهمّة، وهنا تكمن أهمّيّة المبادرات مثل مبادرة «مشروع مجازز»  لإعادة إحياء لا تهدف إلى إنتاج موسيقى جديدة، بقدر ما تهدف إلى إحياء موسيقى موجودة أصلًا.

 

«فرقة الفجر» الفلسطينيّة في «مهرجان برلين للأغنية السياسيّة» (1989)

 

فُسْحَة: لماذا يحضر «مشروع مجازز» أوروبّيًّا ويغيب عربيًّا وفلسطينيًّا، على مستوى الحفلات وعلى مستوى المحتوى العربيّ؟

مؤمن: نحن جهة مستقلّة، وتمويلنا يأتي من طباعة الأسطوانات وتوزيعها عالميًّا، وللأسف ليس هناك متاجر أسطوانات في العالم العربيّ، وفي المرحلة الحاليّة نركّز على العيّنات المادّيّة، أمّا المرحلة الثانية فهي التوزيع على المنصّات العالميّة مثل «Spotify» و«أنغامي»، و«أنغامي» هي المنصّة العربيّة الوحيدة الّتي يمكننا العمل من خلالها. أمّا من ناحية المحتوى العربيّ فنحن على تواصل مع العديد من المؤسّسات العربيّة، ومنها "المتحف الفلسطينيّ" لمحاولة عرض الموادّ الصوتيّة الأرشيفيّة بالتعاون معه. كلّ ما بين أيدينا من أرشيف صوتيّ الآن نعمل على عرضه في فلسطين، خلال السنة القادمة، من خلال "المتحف الفلسطينيّ"، ونأمل بتفاعل محلّيّ أكبر، وسيكون لدينا سلسلة عروض سندعو إليها فنّانين وفنّانات نعمل معهم، وأعدنا إنتاج بعض من أعمالهم ليأتوا إلى فلسطين ويكونوا جزءًا من هذه الحلقات اللقائيّة، وليتكلّموا كيف أنتجوا هذه الموسيقى في فترات مختلفة.

سوق الموسيقى العالميّة كبير جدًّا، وهدفنا أن نُدخل الموسيقى الفلسطينيّة البديلة، الّتي كانت حاضرة في ثمانينات القرن الماضي، إلى هذا السوق، وعندما أرى أنّ أسطوانة لـ «فرقة الفجر» ستكون موجودة في أكثر من 129 متجر أسطوانات موسيقيّة في العالم، وقد كُتب عليها كيف أُنتجت، ومَن أعضاء الفرقة وسياق إنتاجها، سيكون هذا أمرًا مهمًّا للموسيقى الفلسطينيّة.

نحن نعمل أيضًا مع موسيقيّين شباب، نعمل معهم على إعادة إنتاج أرشيف صوتيّ موسيقيّ، في سياق موسيقى الـ ’هيب هوب‘ والموسيقى الحديثة. وتلك عمليّة معقّدة وليست سهلة، خاصّة أنّ منتجي الموسيقى الفلسطينيّين الحاليّين، مثل الناظر، من الصعب العمل معهم إلّا إن أحبّوا الصوت وأحبّوا العمل على هذه الموسيقى.

 

فُسْحَة: بشّار، تحدّثت في مقابلة مع «مجلّة رمّان الثقافيّة» عن تناثر الأرشيف الفلسطينيّ؛ فما المنهجيّات المتّبعة في استعادة هذا الأرشيف، وتحديدًا، الأرشيف الصوتيّ منه؟

بشّار: تخيّل، لو لم يكن هناك «مشروع مجازز»  لكانت كلّ هذه الموادّ الأرشيفيّة، الّتي يُعاد العمل عليها الآن وعلى إعادة إصدارها، لكانت كلّها لا تزال فوق رفّ معيّن، أو في زاوية ما مهملة. على سبيل المثال، تحدّثت عن إنتاج أسطوانات الغراموفون في أوائل العشرينات في فلسطين، ولدينا سجلّات تثبت أنّه قد كان هناك عشرات الأسطوانات لمغنّين فلسطينيّين من يافا والقدس، أُنتجت ما بين 1921-1926، لكنّني أخشى أنّ معظمها قد أُلقي في القمامة، وذلك بسبب غياب المؤسّسة الفلسطينيّة وغياب الأرشيف. وقد عثرت بنفسي على ثلاث أسطوانات ستكون في معرض في العام القادم، وأسطوانتين أخريين في برلين، وهكذا. لو كان لدينا المزيد من المبادرات مثل «مشروع مجازز» ، أو مؤسّسات أخرى تعمل في الأرشيف مثل «مؤسّسة نوى للثقافة والفنون» في رام الله، سيكون لدينا آنذاك المزيد من الموادّ الأرشيفيّة الّتي على الأغلب ستُهمَل وتتحوّل إلى نفايات، وتضيع على الأجيال القادمة.

ثمّة بعض المؤسّسات والمبادرات الفرديّة الّتي تشتغل في الأرشيف الصوتيّة، مثل «نوى» و«مشروع مجازز»  و«خزائن»، إضافة إلى نحو 10 إلى 15 مؤسّسة تعمل في مجال الصوتيّات، مثل «مركز الفنّ الشعبيّ» في البيرة، لكنّ الجميع يعمل منفردًا، ولدينا طموح لربط هذه المبادرات جميعها مع بعضها بعضًا، ومحاولة خلق أرشيف صوتيّ فلسطينيّ افتراضيّ، يوفّر كلّ المعلومات اللازمة عن كلّ الموادّ الصوتيّة المتوفّرة من حقوق الملكيّة الفكريّة، إلى قصص الإنتاج، إلى أسماء الفرق الموسيقيّة والمغنّين، وغيرها من المعلومات.

 

 

فُسْحَة: هل تحدث عمليّة الأرشفة للموسيقى الفلسطينيّة بالتوازي مع أرشفة السياقات الاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة، الّتي داخلها أُنتجت هذه الموادّ الصوتيّة، فمثلًا ثمّة بعض الأغاني الّتي أعاد مشروع «مشروع مجازز»  إصدارها لـ ’الفهد الأسود‘، والّتي فيها بعض الأنغام الإسلاميّة، لكنّها ليست كذلك، وهنا يمكن التفكير في تتبّع تطوّر اللحن الفلسطينيّ، والتمييز بين اللحن الإسلاميّ أو اللحن الثوريّ؟

بشّار: أرى الأرشيف الصوتيّ الفلسطينيّ أرشيفًا واحدًا؛ فمثلًا، لدينا من الكويت كاسيت من مهرجان اسمه «مهرجان أنشودة»، وهو مهرجان إسلاميّ، وسُجّل في نفس الفترة الّتي سُجّلت فيها كاسيتات "فرقة الفجر"، والكاسيت صوتيًّا جميل جدًّا، لكن بالنسبة إلينا، ليس هناك فرق إن كان إسلاميًّا أو غير إسلاميّ. بالنسبة إلى موضوع ’الفهد الأسود‘، فبالتأكيد ليست ألحانًا إسلاميّة، وأعتقد أنّ اللحن الإسلاميّ جديد على المجتمع الفلسطينيّ، الّذي هو مجتمع مدنيّ في طبعه أكثر من كونه متطبّعًا بأيديولوجيا دينيّة معيّنة.

 

فُسْحَة: هل يدفع «مشروع مجازز»  في اتّجاه أرشفة الموسيقى الفلسطينيّة الّتي تُنتَج حاليًّا؟

مؤمن: المشروع خلق حالة من التفكير في الأرشيف في المجتمع الفلسطينيّ، حتّى أنتم في مجلّة «فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة» تعملون على إعادة نشر مقالات أرشيفيّة صحافيّة وثقافيّة، من الصحف والجرائد والمجلّات الفلسطينيّة الّتي كانت تصدر في الماضي. بالنسبة إليّ، الأرشيف هو كلّ لحظة نعيشها حاليًّا، وهو يشمل الأرشيف المكتوب والبصريّ، ومن المهمّ البحث في آليّات الأرشفة، في سؤال ما الّذي نؤرشفه وكيف نفعل ذلك. ليس من السهل أن تدعو 300 شخص إلى حفلة في لندن ثيمتها الأساسيّة هي ’الانتفاضة الأولى‘، عليك التفكير في نوعيّة الموسيقى المستعملة، وأن تعرف ما الّذي ستقوله للجمهور، وما المعنى من وراء هذه الثيمة، خاصّة أنّ جمهورنا في معظمه طلّاب في أوائل العشرينات، وهذا كلّه جزء من العمل الأرشيفيّ.

بشّار: في مفهومه الكلاسيكيّ، الأرشيف هو الصندوق الّذي تضع فيه مادّة، وتغلق عليها، وتستعملها عند الحاجة إليها، لكنّه في مفهومه الحديث، الأرشيف هو الإنسان الّذي يصنع المادّة وليس المادّة نفسها، وما يفعله مشروع «مشروع مجازز» ، هو أخذ هذه الموادّ، وإحياؤها، وجعلها قابلة للاستعمال، وليس وضعها في خزنة.

 


 

أنس إبراهيم

 

 

 

كاتب وباحث ومترجم. حاصل على البكالوريوس في «العلوم السياسيّة»، والماجستير في «برنامج الدراسات الإسرائيليّة» من «جامعة بير زيت». ينشر مقالاته في عدّة منابر محلّيّة وعربيّة، في الأدب والسينما والسياسة.